10 مارس 2023 /شبكة الصين/ انتعش الاقتصاد الصيني بسرعة في بداية عام 2023، وجذب اهتمام العالم أجمع. وقد رفع صندوق النقد الدولي بشكل ملحوظ توقعاته للنمو الاقتصادي الصيني هذا العام إلى 5.2%، والتي كانت أعلى بمقدار 0.8 نقطة مئوية عن القيمة المتوقعة في أكتوبر الماضي في تحديث "تقرير آفاق الاقتصاد العالمي" الصادر في 30 يناير الماضي. وقد قامت في الآونة الأخيرة مؤسسات الاستثمار الدولية من بينها مورجان ستانلي وغولدمان ساكس وإتش إس بي سي وجي بي مورغان تشيس برفع توقعاتها للنمو الاقتصادي الصيني في عام 2023.

وفي إطار رفع توقعات المؤسسات الدولية إزاء زيادة النمو الاقتصادي للصين في عام 2023، أشار سعادة محمد عبد الله الدهيمي، سفير دولة قطر لدى الصين، في مقابلة خاصة مع موقع "شبكة الصين" الإخباري، إلى أنه هناك تفاؤل كبير بشأن توقعات النمو الاقتصادي الصيني في عام 2023، حيث تبقى الصين واحدة من الدول الكبرى التي تشهد أقوى نمو هذا العام، وستبلغ مساهمتها في النمو الاقتصادي العالمي نسبة مهمة، وخاصة بعد تحسن العديد من المؤشرات الاقتصادية مما يشير إلى أن تفاؤل السوق آخذ في الازدياد وهو ما يدفع إلى رفع توقعات النمو الاقتصادي الصيني في عام 2023.

وأكد الدهيمي أن اعتماد الصين على نموذج التشجيع على التعاون الخارجي يضفي المزيد من التشجيع والتوجيه للشركات الخاصة والشركات ذات التمويل الأجنبي للمشاركة بنشاط في الابتكار وذلك يعد أمرا ضروريا للتنمية الاقتصادية في الصين.

وحول العلاقات القطرية-الصينية، نوّه سفير دولة قطر إلى أنها شهدت في السنوات القليلة الماضية تطورا كبيرا وقد عززت هذه العلاقات الثقة الاستراتيجية بين البلدين وجذبت اهتماما محليا وإقليميا وأيضا دوليا، معتبرا أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ودولة قطر من بين الأبرز في العلاقة، فدولة قطر شريك مهم للصين في مبادرة "الحزام والطريق"، وهي ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال إلى الصين، كما تعتبر جمهورية الصين الشعبية أول شريك تجاري لدولة قطر.

وقال الدهيمي إن الغاز الطبيعي المسال يُعد حجر الزاوية في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين. مشيرا إلى أن بلاده استثمرت في قطاع الطاقة وخاصة الغاز الطبيعي المسال منذ ثمانينات وتسعينيات القرن الماضي، إدراكا بأنه مصدر هام للطاقة وسيكتسب هذا القطاع أهمية كبيرة في المستقبل رغم أن التوجه العالمي آنذاك كان يميل نحو التخلص من هذه المصادر والتركيز على مصادر الطاقة التي تعتبر نظيفة. إلا أن الغاز الطبيعي المسال هو أيضا من مصادر الطاقة النظيفة حيث استثمرت دولة قطر الكثير في التكنولوجيا التي تسهم في احتجاز الكربون والحد من الاحتراق. وقد عقدت دولة قطر اتفاقيات طويلة الأجل مع الصين، بالإضافة إلى الاتفاقيات الفورية، إذ تم توقيع أربع اتفاقيات تجارية مع المؤسسات البتروكيمياوية الصينية في 2020، وفي 2021 وقَّع البلدان عقد بناء ناقلات الغاز الطبيعي المسال بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي، وقدمت ناقلة الغاز الطبيعي المسال"Q-Max"‏ القطرية رحلتها الأولى لميناء جنوب تيانجين‏ الصيني.

وأشار سفير دولة قطر إلى ازدياد مشاركة الشركات الصينية في العديد من المشاريع الرئيسية في بلاده مثل مشاريع الخزانات الاستراتيجية الضخمة للمياه وميناء حمد الدولي وشبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية وغيرها، وتتواجد أكثر من 200 شركة صينية تعمل في السوق القطري، حيث يوفر قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص وقانون الاستثمار الجديد العديد من الفرص للمستثمرين الصينيين. كما تُعد الصين وجهة جذابة للمستثمرين القطريين في مجالات بناء السفن والتصنيع والبتروكيماويات والتكنولوجيا المتقدمة والخدمات الفندقية والسياحة والخدمات المالية وغيرها.

ونوّه سفير دولة قطر إلى أن بلاده تولي اهتماما كبيرا بمبادرة "الحزام والطريق"، حيث كانت قطر من أولى الدول التي وقعت مع الصين على مذكرة تفاهم في هذا الخصوص، مما فتح آفاقا واسعة وجديدة على المدى القريب والبعيد للتعاون القطري-الصيني، مؤكدا أن الاقتصاد القطري حيوي وديناميكي ومنفتح على الاقتصادات العالمية، وهي معطيات تسعى الدوحة لترسيخها في ظل توجهها لتكون مركزا استراتيجيا واقتصاديا مهما إقليميا ودوليا، ما يجعل من مبادرة "الحزام والطريق" نافذة جديدة لتحقيق هذه الغايات وتحقيق تطلعات "رؤية قطر الوطنية 2030". لذلك فإن دولة قطر متحمسة لهذه المبادرة التي تتفق مع اتجاه العصر وتساهم في خلق مجتمعات ومدن صناعية جديدة بما يدعم النمو والمنافع المشتركة للدول التي تشملها.